دعا الرئيس بشار الأسد يوم الأربعاء إلى دفع العلاقات السورية الأرمينية بسرعة إلى الأمام, معربا عن رغبة سورية في دفع العلاقات الأرمينية التركية إلى الأمام نظرا للعلاقة الجيدة التي تجمع سورية بكلا البلدين.
وقال الرئيس الأسد في المؤتمر الصحفي الذي جمعه ونظيره الأرميني سيرج ساركسيان عقب مباحثاتهما إنه ” علينا أن ننطلق بسرعة إلى الأمام في العلاقات بين سورية وارمينيا”, مشيرا إلى أن “المباحثات مع الرئيس ساركسيان كانت غنية بالمواضيع وتم التطرق لكثير من القضايا في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة آسيا الوسطى والقوقاز”.
وكان الرئيس الأسد والسيدة عقيلته بدأا ظهر اليوم زيارة رسمية إلى جمهورية أرمينيا تستغرق يومين, يبحث خلالها علاقات التعاون بين البلدين في كافة المجالات وتطورات الأوضاع في منطقتي الشرق الأوسط والقوقاز.
وأضاف الرئيس بشار الأسد أن “هناك ارتياح سوري كبير للخطوات التي تمت على صعيد العلاقات التركية الارمينية”, معربا عن “رغبة سورية في العمل من أجل دفعها قدماً إلى الأمام وذلك انطلاقاً من العلاقة القوية التي تربط سورية وتركيا من جهة وسورية وارمينيا من جهة أخرى”.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وأرمينيا انقطعت عام 1993 على خلفية مساعي أرمينيا للحصول على اعتراف دولي بممارسة الأتراك عمليات إبادة ضد الأرمن, إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تفعيل الاتصالات الأرمنية التركية, حيث زار الرئيس التركي عبدالله غول لاول مرة يريفان بدعوة من نظيره الأرمني, كما يجري ممثلو تركيا وأرمينيا في غضون سنتين مباحثات مغلقة ترمي الى تطبيع العلاقات الثنائية.
وعن الوضع في الشرق الأوسط, قال الرئيس الأسد ” شرحنا رؤيتنا لقضية الشرق الأوسط وخاصة عملية السلام المشلولة والمتوقفة حيث لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام ولا نرى هذا الشريك في المستقبل القريب”.
وكانت سورية قالت في أكثر من مناسبة وعلى لسان عدد من مسؤوليها إن المجتمع الإسرائيلي غير مهيأ للسلام ولايوجد شريك إسرائيلي للعرب في السلام, وذلك في أعقاب وصول حكومة بن يمين نتنياهو اليمينية المتطرفة إلى الحكم في إسرائيل.
وأردف الرئيس الأسد أن “عدم وجود شريك إسرائيلي للسلام لا يعني أن نتوقف عن الحديث أو العمل من أجل السلام وعندما يكون هذا الشريك جاهزاً تكون خطة السلام جاهزة ونختصر الزمن”.
وكانت سورية أبدت استعدادا حذرا لاستئناف مفاوضات السلام غير المباشرة مع إسرائيل عقب تعليقها من قبل سورية إثر العدوان الإسرائيلي على غزة.
وعن الملف الفلسطيني, قال الأسد إنه ” تم التطرق إلى الوضع الفلسطيني وخاصة المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة بسبب غياب الخدمات حيث يموت الأطفال والكبار بشكل مستمر ويومي”.
وفي سياق آخر, وقعت سورية وارمينيا بحضور الرئيسين الأسد وساركسيان اتفاقيتي تعاون في مجال تشجيع الاستثمارات والبيئة.
ومن المتوقع أن تشهد زيارة الرئيس الأسد إلى أرمينيا توقيع 6 اتفاقيات في مجال تشجيع الاستثمارات وحماية البيئة، واتفاقية بين اتحادي الكتاب السوريين والأرمينيين وأخرى بين مكتبة الأسد والمكتبة القومية الأرمينية إضافة إلى اتفاقية بين التلفزيونين السوري والأرميني.
وتطورت العلاقات السورية الأرمينية خلال السنوات الأخيرة في شتى المجالات، حيث تم عام 2007 تشكيل اللجنة السورية الأرمينية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي، وتوقيع اتفاقية التوءمة بين غرفتي تجارة حلب وأرمينيا واتفاق إنشاء مجلس أعمال مشترك بين رجال الأعمال في كلا البلدين.
سورية أونلاين + سانا